منتدى الكتاب خير جليس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى يهتم بتوفير الكتب الإلكترونية على مختلف تخصصاتها .


    لمحات من تأريخ حركة التحرر الكوردية في العراق

    avatar
    أحمد الوكيل


    لمحات   من تأريخ حركة التحرر الكوردية في العراق Empty لمحات من تأريخ حركة التحرر الكوردية في العراق

    مُساهمة من طرف أحمد الوكيل الأربعاء ديسمبر 02, 2009 12:21 am

    لمحات من تأريخ حركة التحرر الكوردية في العراق



    المقدمة


    لم يشهد العراق طيلة تاريخه صراعاً بين مكوناته القومية على المستوى
    الشعبي ، بل على العكس من ذلك فقد سادت حالة من التآخي والمصاهرات
    العائلية والعلاقات الحميمة بين مختلف فئات شعبنا ، وبشكل خاص بين أكبر
    القوميات التي يضمها شعبنا والمتمثلة بالعرب و الكورد .





    ولقد تعرضت القومية الكردية شأنها شان القومية العربية للاستعمار العثماني
    الذي هيمن على العراق وسائر العالم العربي لأربعة قرون من الاستبداد
    والظلم والطغيان والتخلف والجهل ،فكانت كلا القوميتين إضافة للقومية
    الآشورية التي تعرضت هي الأخرى لعمليات التصفية ،ضحية ذلك الاستعمار البشع
    الذي دام تلك القرون الطويلة باسم الدين والخلافة،وكانت تتحين الفرصة
    للتحرر من الهيمنة العثمانية .



    وجاءت الحرب العالمية الأولى التي خاضتها الإمبراطورية العثمانية إلى جانب
    ألمانيا، ولجأ العرب والكورد والآشوريين إلى الحلفاء ،وفي ذهنهم التحرر من
    الهيمنة الأجنبية ، وأعلن الملك حسين بن علي ملك الحجاز الثورة على الحكم
    العثماني بعد أن وعده الحلفاء باستقلال البلاد العربية ، ووعدوا الكورد
    بإقامة دولة كوردية تضم الأجزاء التي تقع تحت الهيمنة التركية والعراقية
    والإيرانية والسورية

    لكن الحلفاء لم يكونوا صادقين في وعودهم مع الجميع ، فقد كانوا قد قرروا
    فيما بينهم بموجب اتفاقية[سايكس بيكو ] السرية المعقودة بين بريطانيا
    العظمى وفرنسا وروسيا القيصرية تقاسم المناطق الواقعة تحت الهيمنة
    العثمانية فيما بينهم لتقع أوطاننا تحت هيمنة الاستعمار من جديد ، وقد فضح
    قائدة ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا [فلادمير لنين] ، بعد نجاح الثورة
    ، تلك الاتفاقية السرية ، ودعا شعوب المنطقة للنضال من أجل تحررها من
    الهيمنة الإمبريالية الجديدة .

    لقد ابتلع الحلفاء وعودهم ، وسيطروا على العالم العربي كافة ، وابتلعوا
    اتفاقية [ سيفر] لعام 1920 والتي تعرضت للقضية الكردية والتوصية بإقامة
    الكيان الكردي ، وبقي الوطن الكردي مجزأً بين العراق وإيران وتركيا وسوريا
    ، فكانت مهمة النضال من أجل التحرر والإستقلال قد بدأت تفعل فعلها في
    مختلف البلدان العربية ومناطق كردستان ، فكانت ثورة العشرين في العراق ضد
    الاحتلال البريطاني واحدة من الثورات التي شهدها العالم العربي ضد
    الاحتلال الإمبريالي الجديد ، والتي أجبرت بريطانيا على تغيير احتلالها
    العسكري للعراق ،فجاءت بالأمير فيصل ملكاً على العراق ، وأقامت ما سمي
    بالحكم الوطني ، لكنه في واقع الأمر كان هيمنة مقنعة بعد أن ربطت العراق
    بمعاهدات جائرة لم تغير من واقع الأمر شيئاً ، فكانت بريطانيا تحكم العراق
    حكماً غير مباشر من خلال أدواتها التي جاءت بهم مع الأمير فيصل والذين
    يدعون بالضباط الشريفيين كنوري السعيد ، وعلي جودة الأيوبي

    وياسين الهاشمي ، وطه الهاشمي ، وجميل المدفعي وبكر صدقي وغيرهم من الضباط
    الذين كانوا يخدمون في الجيش العثماني ،وانظموا إلى ثورة الملك حسين بن
    علي ، وكانوا ينفذون السياسة البريطانية في العراق حتى قيام ثورة 14 تموز
    1958 المجيدة ،حيث تشكلت في العراق لأول مرة حكومة وطنية خارج إرادة
    الإمبرياليين بقيادة الشهيد عبد الكريم قاسم .

    أما القومية الكردية فقد أصيبت هي الأخرى بخيبة أمل كبرى بعد أن تنكر
    الحلفاء لوعودهم ، فكان على أبناء الشعب الكردي النضال من أجل حقوقه
    القومية بما فيها حقه في تقرير المصير ، وقيام كيان كوردي يضم كافة أجزاء
    وطنه المجزأ.



    وهكذا قامت حركات تحرر في مناطق كردستان في العراق وتركيا وإيران ، وكانت
    بادرة تلك الحركات في العراق حركة التحرر التي قادها [الشيخ محمود الحفيد
    ]، ومن بعده تولى الشيخ[أحمد البارزاني] مواصلة النضال من أجل أقرار
    الحقوق القومية ، ثم تولى من بعده قيادة حركة التحرر الكردية شقيقه السيد
    [مصطفى البارزاني] الذي كان له الدور الأكبر والأطول في الكفاح من أجل
    تحقيق الحقوق القومية للشعب الكردي استمر حتى عام 1977 حيث توفاه الأجل
    إثر مرض عضال .

    لكني
    أود الإشارة إلى أن كل تلك الثورات التي سادت منطقة كردسان العراق لم تكن
    بين الشعب العربي والشعب الكردي ، بل كانت ثورات ضد الأنظمة الحاكمة
    المستبدة ، وكان موقف الشعب العربي من حركة التحرر الكردية يتسم بالتعاطف
    والمساندة وحتى المشاركة من القوى الوطنية العربية التي كانت هي الأخرى
    تسعى من أجل التحرر الحقيقي والسيادة والإستقلال الناجزين، ومن أجل قيام
    نظام حكم ديمقراطي يحترم حقوق وحريات الشعب العراقي بسائر قومياته
    المتآلفة ، وسأتعرض لكل مراحل الكفاح التي خاضها الشعب الكردي خلال كل تلك
    الحقبة وحتى يومنا هذا .




    المؤلف





    للتحميل





    ملف وورد

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 1:06 am